د. محمد السعيد أبو حلاوة
السؤال رقم / 15414
ابني عمره 6 سنوات وقد دخل هذا العام إلى المدرسة وهو دائما ما يصارحني بأنه يخطر عليه أفكار تنغص عليه حياته وهو أن الرسول عليه السلام مات على غير الاسلام ودائما ما أقول له ان الرسول عليه السلام مات على الاسلام وأن هذه الأفكار من الشيطان ليحزنك وأفاجأ بأنه يسألني مرة أخرى نفس السؤال ، علما بأنه لا يوجد لدينا من القنوات إلا قناة المجد وقنوات فلك الاسلامي . كيف يمكنني أن أخلص ابني من هذا
الجواب
الإجابة
نحمد الله حمدًا كثيرًا، ونصلى ونسلم على خير خلقه وخير رسله محمد بن عبد الله النبي الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وصحبه ونسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد...
أختنا الفاضلة في البداية وقبل الدخول في تفاصيل الإجابة عن سؤالك المطروح في الشكوى، دعينا نفترض ابتدءًا أن العرض المشكو منه في الرسالة يضعه غالبية علماء النفس تحت فئة "الأفكار الوسواسية"، ويوجد في أدبيات مجال الطب النفسي والصحة النفسية اضطرابًا إكلينيكيًا يسمى (الوسواس القهري) وقد وردت كلمة الوسواس في القاموس العربي الطبي الموحد كترجمة لكلمة (Obsession) الإنجليزية وهو عرض نفسي يحصل على شكل فكرة أو دافع، أو تخيل متكرر برغم مقاومة المصاب له، ويكون محتواه عادة مزعجاً. أما كلمة القهري فقد وردت كترجمة لكلمة (Compulsion) وتعني عرضاً نفسياً يتميز بالقيام بعمل أو طقوس وهي سلسة من الأعمال بصورة قهرية أي برغم مقاومة المصاب وأحيانا بصورة متكررة، وغالباً ما تجتمع الوساوس والأعمال القهرية معاً ولذا سميت الحالة الوسواس القهري وبعض الكتب العربية تستعمل كلمة التسلطي بدل القهري.
يقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل بسم الله الرحمن الرحيم :{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} فاطر6، ومع ذلك نؤمن بيقين مصداقًا لقول الحق تبارك وتعالى أن كيد الشيطان كان ضعيفًا، ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا )النساء76 فاعلمي أختنا الفاضلة أن ما يبدو على طفلك ربما مرتبط أكثر بسعة خياله وقدراته التخيلية العالية، أكثر من ارتباطاته بوسوسة الشيطان، وربما يصح لي أن أؤكد أن ما يبدو على طفلك لا علاقة له أيضًا باضطراب الأفكار الوسواسية وإن بدا من الظاهر ذلك، ويمكن أن أوجز ما يمكن أن تقومي به بالتعاون من زوجك وبإشتراك من زملاء طفلك فيما يلي :
(1) اشغلي حياة طفلك تمامًا بأنشطة لعب تعلمي ثرية ومتنوعة من خلال توفير كافة أشكال اللعب التي يهواها ويميل إليها.
(2) احرصي دائمًا على أن لا يخلو طفلك بذاته، اجعليه متواجد على الدوام مع الآخرين ربما زملائه ربما أنت شخصيًا أو والده أو لإخوته.
(3) وفر لطفلك قصص الأطفال التعليمية سواء في المجال الديني أو العلمي أو الثقافي العام، وحببيه في هذا القصص وشاركيه في قراءتها ومناقشتها على الدوام.
(4) لا تفرضي على طفلك نظامًا حياتيًا قاسيًا أو منضطبًا بصورة تامة، فهو طفل، طفل، طفل، ويظل طفلاً على الأقل إلى منتصف مرحلة المراهقة، فهو الآن في مرحلة لا تكليف عليه، فلا بأس من ارتكابه أخطاء معينة، أو تقصير في أداء واجبات معينة، ولا يعني أن لا نعمل على تصحيح أخطاءه فقط نتسامح معه ونعدلها بطرق غير مباشرة.
(5) احرصي على النوم بجوار طفلك هذا في أول الليل ولا تتركيه يبدأ النوم بمفرده، وقصي له قبل نومه قصصًا إيجابية عن الحياة بصفة عامة، وربما يصح أن تقصي عليه قصة حياتك الشخصية أنت، أو حياة جديه، أو والده بالتركيز بطبيعة الحال على الجوانب الإيجابية دائمًا.
بارك الله لك في طفلك، وجعله قرة عنين لك ولوالده لأمة الإسلام .
كما أنصح أختنا السائلة بالإبحار في شبكة المعلومات العالمية وبتأنٍ شديد في الموقع التالي
: http://alkhabeer2.jeeran.com/archive/2006/10/109498.html
د. محمد السعيد أبو حلاوة
|